تصدر الفيلم الأميركي السينمائي "the wedding year /عام الزواج" دور العرض السينمائي لهذا العام 2019، الفيلم من إخراج روبرت لوكيتيك ومن بطولة الفنانة الأميركية سارة هايلاند والشاب تايلر جيمس، وهو فيلم ذو طابع رومانسي كوميدي، إلا أن الفيلم يدور حول شخصية الشابة "مارا"، التي تعيش حياة عشوائية ومليئة بالفوضى، ففي الوقت الذي لا تهتم كثيرًا بتنظيم حياتها، التي تنعكس على شكل بيتها، وطريقة عملها العشوائية التي تتمثل في التسويق في محل الأزياء الشهير والتقاط الصور، إلا أنها بين الحين والآخر تفضل ممارسة هواية التقاط الصور الفوتوغرافية في الشارع وعبر الممرات والأرصفة وللناس العابرين دون أن يكون لهذه الهوية هدف محدد.!، ما يعكس جزءًا كبيرًا من شخصيتها التي لا تفضل الالتزام بأي شيء جدي في الحياة حتى في جوانبها العاطفية والاجتماعية، إلا أنها تلتقي مصادفة بالشاب "جايك"، الذي يجسد شخصيته الفنان تايلر جيمس، الذي يبدع في تجسيد شخصية الشاب المتوازن والمنظم، الذي لديه انتماء كبير إلى أسرته.

فيما يحب دومًا أن يطور إمكاناته في عمله كـ"شيف" في أحد المطاعم، إلا أن "مارا" تقترب من "جايك" في علاقة تعتقد أنها تدخل ضمن العشوائية التي تفضلها دومًا كأسلوب حياة، وتحمل لها الأيام مفاجأة دعوتها على سبع حفلات زفاف في عام واحد بين صديقات وبين راغبات في عمل دعاية إعلانية لهم في حفل زفافهم، وبين حفل زفاف واحد لشقيقة الشاب "جايك "، تعقد الاتفاق مع صديقها الجديد أن تحضر جميع هذه الاحتفالات بنية تسليط الضوء على شكل الزفاف وكيف يتم، والنهاية التي تفضي بشخصين لاختيار الزواج كنهاية لعلاقتهما الحتمية، لكنها تصدم بعديد من المبالغات والتناقضات في حياة الآخرين، في حين تشعر بالاقتراب أكثر من "جايك" الذي يعرض عليها الزواج، وفي خطوة جادة منه يعرفها على أسرته التي تمارس التدقيق على سلوكياتها، وتطلب منها كزوجة مستقبلية كثيرًا من الأمور في حياتها المشتركة مع ابنهم، لكنها بشكل مفاجئ تقرر أن تنهي هذه العلاقة مع "جايك" على الرغم من ارتباطها العاطفي نحوه، خوفًا من الالتزام الذي قد يفسد عليها حياتها العشوائية التي تفضلها.

من هذه النقطة افترق البطلان بعد حوار مؤلم يدور حول الاختلاف الذي بينهما ونظرة كلاهما للحياة، وبعد فترة يكتشفان أنهما يقرران تحمل الاختلافات كسبًا للبقاء معًا في الحياة.

الفيلم يعرض كثيرًا من المشاهد الكوميدية "الكوميديا السوداء"، التي تدار بطريقة سهلة ومعبرة ومضحكة، في أسلوب رشيق يباغتك فتجد نفسك متورطًا في التقاطة مضحكة، لكنها تحمل فلسفة اجتماعية دقيقة وعميقة، كما أن الفيلم في ظاهره يدور حول فكرة الاختيار والزواج، في حين أنه يتطرق في حقيقته إلى مبدأ الاختلاف والتخلي عن مسألة حتمية لدى المرء من أجل الالتقاء بشخص آخر لوجود ما يسمى"الحب" حتى إن خسر الطرفان أشياءهما التي يفضلان العمل بها في الحياة.. هو مبدأ التنازل للاحتفاظ بما هو أسمى في الحياة.

فيلم عام الزواج يطرح الأسئلة ويترك المشاهد يفكر في المسائل الوجودية المحيرة