أكد عدد من الاقتصاديين والعاملين في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، أن حصول المملكة على أعلى نتيجة تاريخية لها في مؤشر تطور الحكومة الإلكترونية الصادر عن الأمم المتحدة منذ إطلاقه قبل أكثر من 20 عاماً، بتحقيقها المرتبة 31 هذا العام 2022، مقارنة مع المرتبة 43 في عام 2020، يعد تتويجا للجهود المبكرة التي بذلتها المملكة في هذا الجانب وإنفاقها السخي ليكون مواكبا للتطورات الضخمة في مجال الاتصالات على المستوى العالمي وعيا منها بأهمية هذا القطاع وضرورته، وهو أيضا مؤشر على كفاءة وجدوى مختلف البرامج والمبادرات التي أطلقتها الدولة وباشرتها مختلف الجهات الحكومية ضمن منظومة العمل الرامية لتحويل الحكومة إلى إلكترونية للوفاء بجميع متطلبات المواطن والمقيم وزيادة كفاءة الإجراءات الحكومية وتحسين مستواها.
وأظهر المؤشر الفرعي الأول للخدمات الإلكترونية الذي أعلنت نتائجه يوم الأربعاء 28 سبتمبر 2022، على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، تقدم المملكة للمرتبة 32 محققة تقدما بنسبة 82 % ضمن 193 دولة، ويُعد هذا المؤشر أهم المؤشرات الدولية التي تقيس مدى تطور الحكومات الرقمية في مجالات الخدمات الإلكترونية والاتصالات والبنية التحتية ورأس المال البشري على مستوى العالم.
وصنفت المملكة ضمن أفضل دول العالم في مجالي توفير معلومات الخدمات الحكومية وإتاحة ومشاركة البيانات الحكومية المفتوحة للمواطنين وقطاعات الأعمال بنسبة 100 %. كما أشاد التقرير بنضج التنظيمات الرقمية الحكومية حيث وصلت إلى 96 %، وتميزت جودة المواصفات الرقمية للخدمات الحكومية بنسبة 94 %، فيما وصلت نسبة توفر وانتشار الخدمات الحكومية الرقمية إلى 81 %. وتقدمت 23 مرتبة عالمياً في المشاركة والاستشارات الإلكترونية الموجهة للأفراد وقطاعات الأعمال لاستطلاع وجهات نظرهم في التشريعات والتنظيمات ذات الأثر الاقتصادي والاجتماعي. وقد أشاد التقرير بالأداء الاستثنائي للمملكة في كافة مجالات تطور الحكومة الإلكترونية حيث جاءت الأكثر تقدماً ضمن نطاق الدول المماثلة لها اقتصادياً واجتماعياً، كما احتلت مدينة الرياض المرتبة الرابعة عالمياً في استخدام التقنية وتطبيقاتها ضمن "النطاق المرتفع جداً" بين 193 مدينة حول العالم.
ورفع وزير الاتصالات وتقنية المعلومات رئيس مجلس إدارة هيئة الحكومة الرقمية المهندس عبدالله بن عامر السواحه، جزيل الشكر والامتنان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – حفظهما الله – نظيراً لما قدمته حكومة المملكة من دعم وتمكين لدفع مسيرة التحول الرقمي، مشيراً إلى أن القفزات التي حققتها المملكة في المؤشر جاءت نتيجة جهود الجهات الحكومية، وتبني الحلول الرقمية الحديثة من خلال إطلاق العديد من المبادرات والمنتجات لخدمة المستفيدين.
كما أعرب محافظ هيئة الحكومة الرقمية المهندس أحمد بن محمد الصويان، عن فخره واعتزازه بالإنجاز الذي حققته المملكة، مثمناً الحرص والمتابعة التي حظيت بها الحكومة الرقمية من خلال البرامج التنفيذية لرؤية المملكة 2030، والتي أسهمت في تحقيق التطور لكافة المجالات التنموية لخدمة الإنسان ومنها برامج ومشاريع التحول الرقمي، التي كان لها الأثر في ارتفاع ترتيب المملكة في المؤشر من خلال الكثير من الإصلاحات التي ساهمت بتطوير جودة الحياة للأفراد، وتحسين التنافسية وسهولة ممارسة الأعمال للشركات، وتعزيز كفاءة العمل الحكومي.
بدوره قال، المحلل الاقتصادي الدكتور سالم باعجاجه، إن تقدم المملكة في هذا المؤشر الدولي الذي يرصد تطور أداء الحكومات الإلكترونية في مختلف دول العالم بما فيها الدول المتقدمة في هذا المضمار المهم، يعكس بعد نظر دولتنا وقيادتنا الرشيدة ـ حفظها الله ـ ووعيها بأهمية مواكبا للتطورات الضخمة في مجال الاتصالات على المستوى العالمي وتسخيرها لخدمة البلد والمواطن، ويؤكد أيضا كفاءة وجدوى مختلف البرامج والمبادرات التي أطلقتها الدولة وباشرتها مختلف الجهات الحكومية ضمن منظومة العمل الرامية لتحويل الحكومة إلى إلكترونية بدء ببرنامج يسر الذي أنشئ في 2005 بهدف تمكين تطبيق التعاملات الإلكترونية الحكومية وغيره من المنصات الحكومية والبرامج والمبادرات تحت مظلة رؤية المملكة وبرنامج التحول الوطني والتي أثبتت فعاليتها في خدمة المواطن والمقيم وأسهمت في زيادة كفاءة مختلف الجهات الحكومية وتكامل عملها بشكل سريع ومتقن.
بدوره رحب، عضو لجنة الاستثمار بغرفة تجارة مكة المكرمة المهندس عبد المنعم مصطفى الشنقيطي، بتقدم المملكة في مؤشر الأمم المتحدة لتطور الحكومة الإلكترونية، مؤكدا بأن ذلك التقدم عائد للجهود الكبيرة التي تبذل في هذا الجانب وللإنفاق السخي من قبل القيادة الرشيدة ـ يحفظها الله ـ للتحول الرقمي نظرا لما فيه فوائد كبيرة تعود على البلد وعلى المواطن والمقيم، وقد شاهدنا النجاحات الكبيرة تتحقق خلال فترة التصدي لجائحة فيروس كورونا وشاهدنا كيف أسهمت التحول الرقمي في استمرارية العمل والتعليم وتنظيم التجمعات والحفاظ على سلامة الجميع.
وأشار، م. عبد المنعم الشنقيطي، إلى أن تقدم المملكة في هذا المؤشر وغيره من المؤشرات وارد وغير مستبعد في غضون فترة زمنية قصيرة جدا نظرا لتعدد مبادرات وبرامج رؤية المملكة 2030 التي تنشد تحقيق التميز في الأداء الحكومي، ودعم التحول الرقمي في شتى القطاعات وفي مختلف أنشطة وجوانب الحياة بالمملكة.
التعليقات