أكد عدد من العاملين في قطاع النقل والمستوردين تراجع أسعار الشحن بنسب عالية تصل إلى 70 % بالنسبة للحاويات فيما بدأت أسعار شحن سلع كالسيارات والبضائع العامة التي لا يتم شحنها في الحاويات تميل نحو التراجع، مؤذنة بذلك بدء التحرر النهائي من ضغوطات جائحة كورنا على سلاسل التوريد، والتي وصل معها سعر شحن الحاوية أبان ذروة الجائحة إلى نحو 15 ألف دولار، وأعربوا عن أملهم بأن تنعكس تلك التراجعات على أسعار السلع والمنتجات المستوردة التي تستفيد من تلك التراجعات في الأسواق المحلية خلال فترة زمنية قصيرة وعلى حركة الصادرات الوطنية في ظل الانتعاش الكبير والدعم الذي تعيشه الصناعة الوطنية بدعم من رؤية المملكة 2030 التي عادت بالإيجاب على مختلف القطاعات والأنشطة بالمملكة.

وقال المستشار التجاري والمخلص الجمركي، الدكتور إبراهيم أحمد محمد عقيلي، إن التراجع المستمر في أسعار الشحن خلال الأشهر الماضية والذي أسفر عن انخفاض في أسعار شحن الحاويات يتراوح بين 50 و 70 % ناتج عن تجاوز العالم لضغوطات جائحة كورونا وتأثيرها السلبي على تدفق سلاسل الإمداد إضافة إلى التباطؤ الكبير في الحركة التجارية على مستوى العالم بسبب ارتفاع معدلات التضخم وأيضا وفرة حاويات الشحن وانفراج أزمة شحها.

وأكد د. إبراهيم عقيلي، بأن أسعار شحن الحاويات إلى المملكة تراوحت خلال شهر سبتمبر 2022 بين 1300 و2800 دولار ولازالت مؤهلة للتراجع مسجلة أدنى حدود لأسعارها منذ ذروة جائحة كورونا حين كانت تسجل آنذاك أسعارا تتراوح بين 12000 و15000 ألف دولار.

وأوضح د. إبراهيم عقيلي، بأن مسألة عودة أسعار السلع والمنتجات التي استفادت من هذه التراجعات مرتبطة بالوقت ونفاذ الكميات المخزنة بناء على الأسعار القديمة ومن المأمول بأن يلمس ذلك خلال الفترة القادمة، مشيراً إلى أن التراجع في أسعار شحن سلع كالسيارات والبضائع العامة التي لا يتم شحنها في الحاويات وارد خصوصاً وأن أسعار شحن تلك النوعية من السلع لم يرتفع كثيرا خلال أزمة جائحة كورونا على عكس السلع والمنتجات التي يتم شحنها في حاويات.

بدوره قال المستثمر، رئيس مجلس إدارة شركة الخليج الرائدة للصناعة، عبد الرحمن خالد الشريف، إن الانفراجة الكبيرة المتمثلة في زيادة المعروض من الحاويات الفارغة والتي بدأت مع بديات هذا العام 2022م، بعد أن كانت شحيحة على مستوى العالم وبعد أن سجلت أسعار شحنها عالميا زيادة بنسب بلغت 500 % خلال فترة جائحة كورونا، هي نتاج للارتفاع الكبير في معدل التضخم على مستوى العالم بسبب عوامل متعددة منها الجيوسياسية كحرب روسيا وأوكرانيا وتأثيرها المتسارع على أسعار النفط ومختلف السلع والمنتجات وعلى العملات أيضا، وقد أثرت تلك الانفراجة بشكل كبير على أسعار الشحن العالمي في ظل الانكماش بالنسبة للطلب من قبل كثير من الأسواق المستهلكة في مختلف قارات العالم.

وأشار عبدالرحمن الشريف، إلى أن بقاء معدل التضخم عند مستويات مقبولة في المملكة واستمرار اقتصادها في تحقيق مستويات نمو مرتفعة بدعم من برامج ومبادرات رؤية 2030 في حين تعاني اقتصادات العالم من تبعات التضخم، يشكل فرصة للمستورد وللمصدر السعودي فالمستورد مفتوحة له الأسواق المنتجة دون المنافسة الحادة في ظل انكماش الطلب من مختلف الأسواق وهذا سيمنحه القدرة على الاستيراد بسعر جيد وتحقيق حركة مبيعات مناسبة، والمنتج السعودي المصدر ستكون كلفة الشحن المنخفضة ميزة له تضاف إلى مختلف المميزات الأخرى التي يحظى بها بدء بالدعم الذي يتلقاه من برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية ومن هيئة تنمية الصادرات السعودية.

وأشار عبدالرحمن الشريف، إلى أن التحسن المتصاعد في حركة مناولة الحاويات عبر مختلف الموانئ السعودية خلال الأشهر الماضية والتي تظهر بوضوح في ارتفاع الحاويات المناولة خلال أغسطس 2022 لتصل إلى 942,621 حاوية بزيادة نسبتها 14,46 % مقارنة بالشهر نفسه لعام 2021، والذي سجلت خلاله 823,542 حاوية، مؤشر يعكس استمرار تحسن الأوضاع الاقتصادية بمجملها في المملكة.

د. إبراهيم عقيلي
عبدالرحمن الشريف