حثَّ صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، أمير منطقة القصيم، رجال الأعمال والميسورين وبرامج المسؤولية المجتمعية في القطاع الخاص والبنوك إلى دعم مشاريع وبرامج تيسير الزواج، التي تساعد الشباب على الإعانة على الزواج والتخفيف من تكاليفه عليهم.

جاء ذلك خلال الجلسة الأسبوعية لسمو أمير القصيم التي أقيمت مساء الاثنين بعنوان: تكاليف الزواج وآثاره السلبية، وذلك بقصر التوحيد بمدينة بريدة، بحضور معالي رئيس جامعة القصيم الدكتور عبدالرحمن الواد، ووكيل إمارة القصيم الدكتور عبدالرحمن الوزَّان، وعدد من المسؤولين والأعيان والمختصين بالمنطقة.

وأشارَ سموه -خلال حديثه- إلى أن القيادة الرشيدة أولت العناية لدعم المقبلين على الزواج من خلال البرامج التي تقدمها عن طريق بنك التنمية الاجتماعية أو القطاع الثالث، مؤكدًا وجوب أن يكون هناك مسؤولية مجتمعية على رجال الأعمال والقطاع الخاص والبنوك من خلال التنوع بالمشاريع التي تسهم في تيسير الزواج على الشباب، مشيرًا إلى أن تكاليف الزواج تمسّ جميع فئات المجتمع سواء الشاب أم الشابة أم الأسرة بشكل عام، وما نراه من تكلُّف بالمهور وإقامة حفلة الزواج تحمّل ممن ينوي الزواج بتكاليف عظيمة، وهذا الأمر يؤدي إلى العزوف عن الزواج.

ولفت سموه الانتباه إلى أن المطالبة بالمهور العالية أو التكلُّف في الزواج، يؤثر على الراغبين في الزواج، مؤكدًا أهميةَ التسهيل على الشباب والشابات بما يعود عليه بالخير والنفع، مبيناً أن تكاليف الزواج قضية عامة لا تخص منطقة بعينها، مبديًا تفاؤله في الحلول والبرامج التي تسهم في توعية أولياء الأمور تجاه تكاليف الزواج والحدِّ من عضل الفتيات، مشيدًا بما تقدمه جمعية أسرة ببريدة من دعم كبير لمشاريع الزواج وتأهيل الأسر والدورات التدريبية المتخصصة للزوجين والبرامج المنفَّذة بمهنية عالية.

وطالب سموُّه بالابتعاد عن التقليد والمجاراة لبعض المظاهر في تكاليف الزواج التي يكون أثرها سلبيًّا على الأسرة مستقبلاً ويتسبب في تحميل الزوج الديون التي قد يتعثر في سدادها وقد تؤدي إلى فشل الحياة الزوجية.

وخلال الجلسة استعرض المتخصص في التغير الاجتماعي والإرشاد النفسي الدكتور خالد آل عثيمين، ما جرى من تغير أنماط الزواج في المجتمع، خلال الأربعين سنة الماضية، تمثلت في ندرة المتزوجين في سن مبكرة، قبل الخامسة والعشرين، بسبب المتغيرات التي طرأت، وبسبب المبالغة في تكاليف وأعباء الزواج في المجتمع وارتفاع المهور، مشيرًا إلى وقوع بعض الأسر في زخم وسائل التواصل الاجتماعي وزيفها؛ مما أوجد لدى المجتمع حالة من عدم الرضا وعدم القناعة والغرق في التقليد.

وتطرَّق إلى الآثار المترتبة على هذه التكاليف المرتفعة للزواج، التي تؤدي إلى انتفاء الاستقرار الاجتماعي، وتأخر الزواج وارتفاع نسبة العزوبية والعنوسة، مستعرضًا عددًا من الحلول لمواجهة هذه التكاليف، التي تتضمَّن تركيز مؤسسات القطاع الثالث المعنية على تثقيف الأسرة، وتوظيف جهود المؤثرين من الأئمة والعلماء والمختصين والتربويين في توعية المجتمع باستمرار فيما يتعلق بتكاليف الزواج، ووضع قوانين تضبط تدخلات مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي في تشويه قيم ومبادئ المجتمع خاصة التي تتعلق بالإقبال على الزواج والأسرة.

كما شهدت الجلسة عددًا من المداخلات، حيث أوضح المشرف العام على لجنة إصلاح ذات البين الشيخ إبراهيم الحسنى، أن الزواج حرث للنسل وسكن للنفس وطمأنينة للجوارح وإحصان لها ونعمة ورحمة وعقد لازم وميثاق غليظ، مشيرًا إلى ضرورة مراعاة الفروق الفردية بين المجتمع، والتباين في الحالة المادية.

وبيَّن رئيس محكمة الاستئناف بالقصيم الشيخ صالح المطرودي، أن الله -عزَّ وجلَّ- يقول: "ومِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً"، وهذه النعمة والمودة والرحمة يكدّرها ما يحصل من إسراف بتكاليف الزواج التي جعلت الكثير يحجمون عن الزواج، مشيرًا إلى أن كثيرا من التكاليف لا يستفيد منها الزوج أو الزوجة وتكون عقبة على كهلاء الزوجين.

وأفاد مدير إدارة الإرشاد الطلابي بتعليم القصيم محمد السعيد أن الحديث عن تكاليف الزواج همٌّ يلاحق الشباب المقبلين على الزواج وعلى آبائهم، وبحسب الإحصاءات أن نسبة عالية من الشباب انشغلوا بمهرهم في الزواج عن الاهتمام بهموم الحياة الزوجية، وبناء الأسرة.

وأشارت المستشارة بجمعية أسرة ببريدة لمياء السعيد، إلى دور جمعية أسرة في بناء الأسرة والمحافظة عليها من خلال البرامج التي تنطلق ما قبل الزواج، وتقديم الإعانة للشباب؛ للزواج والتثقيف والتوعية للزوج والزوجة والأب والأم، وتقديم الاستشارات الأسرية في أول سنة زواج؛ لضمان نجاح هذه الأسرة.

مساعد مدير الحماية الأسرية بمدينة بريدة فهد المعتق، ذكر أن تكاليف الزواج العالية تؤثر سلبًا على الحياة الزوجية مستقبلاً، وقد تكون ملموسة على المستوى القريب والبعيد، داعياً إلى التفكير بأهمية توفير احتياجات الأسرة بعيدًا عن الضغوطات المالية بسبب تكاليف الزواج.

وأوضحت مدير مؤسسة دار الفتيات بمدينة بريدة مشاعل الرميح أن تكاليف الزواج من الموضوعات الحيوية التي لها أثر كبير على حياة المجتمع، حيث إن الحالة الاقتصادية من أهم الأسباب التي تؤدي إلى عزوف الشباب عن الزواج، وتكون عقبة لتكوين الأسرة فتصبح الحياة الزوجية مرهقة ماديًّا.

من جهة أخرى استقبل صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم بمكتبه بمقر ديوان الإمارة بمدينة بريدة أمس، رئيس مجلس إدارة جمعية تراميم لترميم منازل الأسر المتعففة محمد العجلان وأعضاء مجلس إدارة الجمعية، بمناسبة بدء أعمال الجمعية بعد صدور القرار بتأسيسها، بحضور وكيل إمارة القصيم الدكتور عبدالرحمن الوزان وبارك أمير القصيم انطلاقة أعمال الجمعية، التي تُعنى بمساعدة الأسر المتعففة بترميم وتجهيز منازلهم وتوفير الاحتياجات الأساسية فيها، مؤكدا سموه بأن الجمعية سيكون لها أثر كبير في خدمة المجتمع، وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 لتعزيز دور القطاع الثالث.

وقال سموه: جمعية تراميم تهمني كثيرا وتقوم بدور مهم ومطلوب للعمل الخيري لعدم وجود من يقوم بهذه المهمة إلا جمعيات النفع العام، داعياً سموه لاحتساب الأجر في هذا العمل الخيري والاستمرار بالنجاح، مشيرا سموه الى انه يعد نفسه أحد منسوبي جمعية تراميم ونضع أيدينا بأيدي بعض لتحقيق كل مايخدم المحتاجين وخصوصا ذوي الاحتياجات الخاصة والأرامل والأيتام وخدمتهم في ترميم منازلهم ومساعدتهم في ذلك واستمع أمير القصيم إلى شرح موجز من رئيس مجلس إدارة الجمعية عن الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها خلال الفترة القادمة بالشراكة مع العديد من الجهات بالمنطقة، مثمنا لسمو أمير القصيم دعمه اللامحدود للقطاع غير الربحي لخدمة جميع فئات المجتمع.

الجلسة الأسبوعية لسمو أمير القصيم
الأمير د. فيصل بن مشعل خلال الجلسة