نجاح المباحثات بين وفدي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع التي عقدت في جدة خطوة في الاتجاه الصحيح لحل الأزمة السودانية، ما يعني خطوات إضافية قادمة من أجل الوصول إلى حل شامل.

الخطوات التي تم اتخاذها في المباحثات تمهد الطريق إلى مباحثات أكثر توسعاً مع خطوات جديدة لبناء الثقة، هذا الأمر سيأخذ بعضاً من الوقت كون الأحداث التي جرت وآثارها التي مازالت شاهد عيان تحتاج إلى معالجة على المدى القصير والمتوسط والطويل حتى يكون بالإمكان حل الإشكالات بصورة دائمة، وحتى يعود السودان إلى وضعه الطبيعي بل وأفضل من ذلك.

جمعُ طرفي النزاع على طاولة المباحثات خاصة بعد وصول الاشتباكات بينهما إلى مراحل متقدمة لم يكن بالأمر السهل، خاصة أنه كان هناك العديد من المبادرات والمحاولات لوقف إطلاق النار والتي لم تحقق أي تقدم.

المملكة والولايات المتحدة الأميركية قامتا بجهود مشكورة لجمع الأطراف وعقد مباحثات بناءة هي أساس لمراحل مقبلة، تلك الجهود والأجواء المحيطة بها كانت عاملاً أساسياً مؤثراً في انعقاد المباحثات ومن ثم نجاحها، فهي هيأت الأرضية وجعلتها قابلة للانعقاد، فالمملكة والولايات المتحدة بما لهما من ثقل إقليمي ودولي استطاعتا أن تكونا عاملين مؤثرين بإيجابية في حلحلة الأزمة السودانية والوصول بها إلى بر الأمان.

بعد مباحثات جدة يأتي دور المكونات السياسية السودانية الآن من أجل جعل اتفاق جدة موضع التنفيذ والحفاظ على مكتسباته والبناء عليها، فالسودان أمانة في أيديهم وجب عليهم الحفاظ عليها.