في المقالة السابقة تكلمنا عن أسباب الإفراط في التفكير سواء كنت تفكر في التفكير بشكل مزمن أو تحتاج إلى اتخاذ قرار صعب، فمن المحتمل أن تكون قد عانيت من ليالٍ بلا نوم عندما لا يتوقف عقلك عن العمل. وهذا يحدث لنا جميعًا في مرحلة ما من حياتنا فكلنا نمر بأحداث تسبب لنا القلق أو التوتر. في حين أنه من الطبيعة البشرية التفكير في الأشياء عند اتخاذ القرار أو تقييم الموقف، ولكن يصبح التفكير أكثر من اللازم عندما لا يمكنك الخروج من رأسك. اليوم سيتم تخصيص المقالة للتعرف على الطرق التي تساعدنا للتعامل الجيد مع الإفراط في التفكير المزمن.

اليوم عندما تجد نفسك مفرطة في التفكير حاول إشراك نفسك في نشاط تستمتع به مثل... تعلم بعض المهارات الجديدة أو اذهب إلى التمرين المفضل لديك أو حاول ممارسة هواية جديدة بالإضافة إلى ممارسة التطوع وقد يكون من الصعب القيام بذلك في البداية لكن حاول أن تخصص جزءا صغيرا من الوقت على سبيل المثال 3 دقائق كل يومين لكي تشتت تلك الأفكار والانشغال بأمور إيجابية... وخذ نفسا عميقا من الأنف وأخرجه من الفم ببطء مع الانتباه إلى كيفية تحرك صدرك ومعدتك أثناء التنفس وحاول القيام بهذا التمرين ثلاث مرات في اليوم لمدة 5 دقائق او كلما حدث لديك أفكار متسارعة.

اليوم من الطرق المفيدة لكبح الإفراط في التفكير السلبي ‏مارس التأمل لتصفية ذهنك من الثرثرة العصبية عن طريقة تحويل انتباهك وتركيزك إلى الداخل.. وكل ما تحتاجه هو 5 دقائق ومكان هادئ واستغل فترات التأمل بالاعتراف بنجاح حياتك في أكثر من مجال .. فنحن بحاجة عندما نكون في خضم التفكير المفرط أن نتوقف ونخرج دفتر الملاحظات أو تطبيق الملاحظات على الجوال وأن نقوم بتدوين خمسة أشياء سارت بشكل صحيح خلال الأسبوع الماضي ودورك فيها وليس بالضرورة تكون إنجازات كبيرة فقط انظر إليها عندما تجد أفكارك تتصاعد فستجد نفسك ذهبت إلى مكان آخر في عقلك أكثر إيجابية.

‏اليوم ممارسة التعاطف والتسامح مع الذات وعدم الخوض في أخطاء الماضي أو اجترارها أمر في غاية الأهمية فلا بد أن تسامح نفسك ولا تجلدها وفكر فيما سيتم من إيجابيات في الحاضر والمستقبل .. وفي نفس الوقت اقبل أفكارك المفرطة السلبية كما هي وزاحمها بأفكار أخرى إيجابية فلربما تتمكن من السيطرة وتحسين تلك الأفكار... كون ‏الاستمرار في اجترار الأفكار والتفكير بالمشكلة لن يؤدي إلى حل بل سيؤدي إلى المزيد من القلق.. ويفضل في مثل هذه الحالة البحث عن الحلول ولو كانت بنسب منخفضة فهي في آخر الأمر حلول.

‏اليوم إذا أتتك فكرة مفرطة سلبية فدونها كما هي ثم تنفس وأعد صياغتها مرة أخرى بشكل آخر فيه الكثير من الإيجابية والعقلانية ثم لاحظ الفرق بين الصياغتين فستجد أن الأفكار الزائدة أو المفرطة محملة بالأفكار الكارثية السلبية التي تزيد من القلق والمخاوف مما يتطلب مواجهتها بممارسة التعبير عن الامتنان والشكر لله على ما تتمتع به من صحة ومال….. الخ