اليوم قد يتخذ السلوك غير التوكيدي أو العدواني أشكالاً مختلفة تساهم بشكل واضح في سلوك قائدي السيارات مما يؤدي إلى الازدحام والحوادث المرورية وتشمل تلك السلوكيات السرعة، والقيادة بالقرب من السيارة التي أمامك، وعدم احترام لوائح المرور، والتغيير المفاجئ بين المسارات وعدم الالتزام بالمسار المخصص عند انتظار الإشارة الضوئية، ورمي النفايات من السيارات، وما إلى ذلك من القائمة الطويلة لتلك السلوكيات.

اليوم يصعب تعريف القيادة العدوانية بسبب مظاهرها العديدة.. ولكن هناك اتفاق على أن ذلك السلوك يكون عدوانياً "إذا كان متعمداً، ومن المحتمل أن يزيد من خطر الاصطدام، ويكون مدفوعاً بنفاد الصبر والإزعاج والعداء أو المحاولة لتوفير الوقت". في علم النفس المروري يعد سلوك القيادة العدوانية شكلاً من أشكال سلوك القيادة الذي يتميز بالعدوانية، حيث يتصرف السائق عمداً بطريقة تزيد من خطر وقوع حادث طريق وقد يقود السائق العدواني في بعض الحالات بتهور وبطريقة غير حكيمة لإصابة أو قتل شخص أو حيوان أو التسبب في ضرر مادي لممتلكات أشخاص آخرين.. وهو أيضاً عرضة لإلحاق الأذى الجسدي بنفسه. والقيادة العدوانية ضارة بالبيئة أيضاً، فقد أظهرت الأبحاث التي أجريت في المعهد الفلمنكي للبحوث التكنولوجية في بلجيكا أن القيادة العدوانية أثناء ظروف المرور الكثيفة يمكن أن تستهلك ما يصل إلى 40 في المائة من الوقود، كما احتوت غازات العادم من السيارات ذات القيادة العدوانية على مواد كيميائية ملوثة بدرجة أكبر، وفي حالة أول أكسيد الكربون كانت الزيادة أكبر بثماني مرات من المعتاد.

اليوم تظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من مشاعر عدوانية عاطفية أو غاضبة قبل ركوب سيارتهم هم أكثر عرضة لمواصلة هذا السلوك خلف عجلة القيادة. علاوة على ذلك، قد يؤدي استخدام الكحول والمخدرات أيضاً إلى زيادة احتمالية القيادة العدوانية.. وليس من المستغرب أن الأشخاص الذين لديهم نزعة عامة تجاه الغضب لديهم أيضاً نزعة تجاه القيادة الغاضبة كما أن العلاقة بين القيادة العدوانية والنرجسية علاقة قوية، حيث يرى النرجسي أن الطرق ملكه لوحده وما هو عكس ذلك يثير غضبه وعدوانه.

اليوم إحدى أولى نظريات العدوان أشارت إلى أن الإحباط يزيد من العدوان، ويمكن تعريف الإحباط ببساطة على أنه منع السلوك الموجه نحو الهدف.. وعلى الرغم من أن بعض الأشخاص يستمتعون بالقيادة على مهل إلا أنه عندما يركب معظم الناس سيارتهم فإنهم يهدفون إلى الوصول إلى وجهة معينة في أسرع وقت ممكن.. وأي عقبة تمنعهم من تحقيق هذا الهدف تجعلهم سريعي الإحباط، والتي بدورها قد تزيد من الميول العدوانية والغضب.

اليوم أطلق على أغلب تلك الممارسات السلوكية العدوانية لقائدي السيارات مسمى "غضب الطريق"، وهي كما يبدو خلقت حالة جديدة من الازدحام الذي يعود لعوامل نفسية وسلوكية وليست سكانية أو خلل في البنية التحتية للطرق، وقد يتطلب ذلك اتخاذ إجراءات حازمة لتعديل وتقويم تلك السلوكيات سواء بالقوانين أو بالرقابة الإلكترونية المرورية.