فاضل العماني

كاتب مهتم بالشأن السياسي والاجتماعي والوطني

صناعة القيم في العصر الحديث

في مثل هذا العصر الديناميكي المتسارع الذي بات يُعرف بعصر السرعة أو العصر الحديث، أصبح وجود منظومة أخلاقية وتربوية في فكر وسلوك البشر، ضرورة ملحة وحاجة أساسية، وذلك من أجل الحصول على حياة مستقرة وآمنة. وتُعدّ منظومة القيم الأخلاقية التي تغص بالمُثل والمبادئ والخصال السامية التي بشّرت بها كل الأديان السماوي...

أيهما أهم: المحتوى أم الصدى؟

والإجابة عن السؤال أعلاه، تحتاج إلى مقدمة ضرورية لتوضيح مفهوم "المحتوى" الذي أصبح أكثر تعقيداً وتشظياً، بل ومصدر خلاف ونزاع بين مختلف الأطراف، خاصة المهتمين بصنع المحتوى الجديد أو ما يُعرف بالمحتوى الرقمي. المحتوى كتعريف ومفهوم، هو كل شيء يمكن التعبير عنه بواسطة الكتابة أو الكلام أو بأي شكل من الفنون والآ...

هل السعادة في التغيير؟

لاشك بأننا نحتاج للتغيير في الكثير من تفاصيل حياتنا، الصغيرة والكبيرة، ولكن السؤال المعقد الذي مازال يتكرر منذ البدايات الأولى التي صُنعت فيها مظاهر وملامح المدنية والتحضّر: كيف يحدث ذلك التغيير؟ التغيير كهدف منشود، لن يتأتى بمجرد حضور الرغبة أو قراءة كتاب تحفيزي أو الاستماع لخطبة حماسية، ولكنه -التغيير-...

متلازمة العام الجديد

ثلاثة أيام فقط، تفصلنا عن عام جديد بكل ما يحمل من أحلام وطموحات وتطلعات. ثلاثة أيام فقط، ويُسدل الستار على عام طويل ومحمل بالكثير من الأحداث والقصص والغرائب، ليبدأ عام جديد بكل ما يحمله من آمال ورغبات وتحديات. عام جديد يتوشح بالبياض والنقاء والتفاؤل والأمل، كيف لا ووهج البدايات هو من يرسم لوحات الفرح ويعزف...

كرة القدم تفوز دائماً

قبل ثلاثة أيام، وتحديداً في الـ18 من ديسمبر الحالي، أسدل الستار على الكرنفال الأممي الأهم والأشهر على الإطلاق وهو كأس العالم لكرة القدم في نسخته الـ22 والذي أقيم في دولة قطر. تظاهرة رياضية عالمية، اعتبرها النقاد والخبراء والرياضيون، الأفضل والأكثر روعة وإثارة في تاريخ هذه البطولة التي امتدت لأكثر من تسعة ع...

هل نحتاج للقوى الناعمة؟

يبدو أن الكتابة عن مفهوم أو مصطلح القوى الناعمة التي أصبحت حديث المصادر والمنابر الإعلامية والثقافية، تستدعي العودة قليلاً لبدايات هذا المصطلح الذي يعتبره الخبراء السياسيون والإعلاميون واحداً من أهم إفرازات وتشكلات المرحلة الجديدة التي بدأت تتخلص شيئاً فشيئاً من الكثير من بقايا الأفكار والأدوات والمصادر ال...

كأس العالم لكرة القدم.. قراءة مختلفة

انطلقت قبل ثلاثة أيام، منافسات كأس العالم لكرة القدم في نسخته الـ22 في قطر، وهو الحدث الرياضي الأهم والأشهر على الإطلاق. العالم، كل العالم، على موعد مذهل من السحر الكروي العالمي الذي يستمر لشهر من الإثارة والمتعة والفرح والتشويق وحبس الأنفاس. كأس العالم لكرة القدم، كرنفال أممي ضخم، تتوحد وتتوجه فيه المشاعر...

الرياض.. عاصمة الإعلام العربي

لا شك أن الإعلام بمختلف أشكاله ووسائله، يقوم بالكثير والخطير من الوظائف والأدوار، المباشرة والملتفة، وهو ليس مجرد قنوات وفضاءات للتواصل والاتصال، بل هو منصات تأثير وشبكات توجيه، هو كل ذلك، بل أكثر من كل ذلك، ولكن خطورته العظمى تكمن في قدرته الفائقة على توجيه وقيادة الرأي العام والوعي الجمعي وذلك عبر صناعة ...

لا تحكم على الكتاب من عنوانه

تُعدّ المقولات والحكم والأمثال، خلاصة التجربة الإنسانية التي تشكلت خلال قرون من المغامرات والتراكمات والخبرات، الأمر الذي جعلها تطفو على سطح الحياة كلما دعت الحاجة لها، لقد ساهمت تلك المدونة الشفاهية المتراكمة المكتنزة بعمق الزمان والمكان، أن ترصد وتوثق الحياة البشرية بمختلف مستوياتها الثقافية والسياسية وا...

الوظائف السبع للقراءة

لكل كاتب، مهما كان حجمه، أفكاره ومواضيعه التي يعشق الكتابة عنها، بل ويضعها دائماً في سلم أولوياته واختياراته، لأنها قد تكون منسجمة أو متوافقة مع رغباته وقناعاته، أو لأنها قد تستفز مصادر ومكامن قلقه وتمرده، ومهما حاول الكاتب أن يُبعدها عن أوراقه البيضاء إلا أنها تحضر وبقوة في مقالاته وكتاباته. القراءة بمخ...

متى تنتهي هذه الحرب العبثية؟

يبدو أن الجدل المحتدم حول الإعلام بمختلف أشكاله ومستوياته، مازال يستنزف المزيد من الفكر والجهد والكثير من الكتابات والردود، تماماً كما لو أن المشكلة الحقيقية هي في الشكل والأسلوب وليست في المحتوى والمضمون! والمتتبع لحركة التاريخ، لاسيما الحديث، يُلاحظ توهج واستعار الخلاف والصراع بين أصحاب الفكر وقادة الت...

جائزة الأميرة صيتة.. عنوان التميز في العمل الخيري

تُعدّ ثقافة التكريم والتقدير، واحدة من أهم وأروع الثقافات الإنسانية التي تتمتع بها المجتمعات والأمم المتقدمة والمتطورة، ولعلّ أشهر وأصدق مظاهر تلك الثقافة التكريمية الرائعة التي تتميز بها الشعوب والأوطان الواعية والنبيلة هي الجوائز التي تُعطى للمبدعين والمنجزين في مختلف القطاعات والمستويات، تلك حالة متقدمة...

دولتنا السخية ودعم الصحافة الوطنية

لا شك بأن الصحافة تُعدّ الوسيلة الأكثر قدرة على ممارسة الاتصال / التواصل الجماهيري في العصر الحديث، بل وخط الدفاع الأول لحماية كل مكتسبات ومقدرات وتطورات المجتمعات والشعوب والأمم. الصحافة بمختلف ألوانها ومستوياتها ومنصاتها، ليست مجرد وسائل لنقل الأخبار والأحداث أو مجرد منصات لصنع المواقف والتوجهات أو مجرد ...

وطن ليس كمثله وطن

لا يوجد أجمل من الكتابة للوطن وعن الوطن، لا يوجد على الإطلاق، فهي كتابة تتحدى حدود الكتابة، وصياغة تتجاوز فنون الصياغة، وهي قصيدة باذخة، بل هي «بيت القصيد» الذي يسكن المجد، وهي رواية، بل هي «فصل الخلود» الذي يُلوّن الفخر، تلك هي الكتابة عن الوطن، وهل هناك ثمة كتابة أجمل من الكتابة للوطن؟.      الوطن، خيمة...

كيف نزرع القيم في النفوس؟

قبل مدة، تابعت بشغف برنامجاً إنجليزياً شهيراً، يُخصص أغلب حلقاته وحواراته حول الأسرة وصناعة القيم. كانت حلقة مثيرة وصاخبة، بل أشبه بملتقى علمي وتخصصي دولي، فقد كانت المحاور عميقة وذكية، وكان الضيوف الخمسة من ثقافات وأعراق مختلفة، والحلقة معنونة بهذا السؤال الكبير: ما أفضل الطرق لصناعة القيم في نفوس الناشئة...

هيئة وطنية عليا لتطوير التمور

> هذا التطور الكبير والحراك الاقتصادي في قطاع التمور، يتطلب وجود هيئة وطنية عليا لتطوير قطاع التمور، ولمّ شتات كل الجهات والتفرعات الكثيرة التي تهتم بالنخيل والتمور لاشك بأن تأثيرات جائحة كورونا ثم تداعيات الحرب الروسية - الأوكرانية وغيرها من الأحداث والتحولات المناخية والبيئية الكبرى، قد علّقت جرس الإنذا...

كيف مضى قطار العمر؟

حياة البشر رحلة مثيرة تعبر كل تلك المحطات والمساحات والفضاءات التي تُجدولها تذكرة العمر، لنصل بعضها ونغادر بعضها، تماماً كما هي مواعيد أحلامنا وطموحاتنا وتطلعاتنا التي نحملها في حقائب الأمل وأمتعة الشوق، تختلط الصور والذكريات بنداءات المسارات والأمنيات، وتكبر مواعيد الآمال والطموحات على أرصفة المسارات والم...

التعبير بين الفوضى والموضوعية

ثمة خلط بين حرية التعبير كقيمة حضارية وبين الفوضى التي تطال استقرار الشعوب والمجتمعات؛ والتي نرى أثرها السلبي في الأثمان الباهظة التي تدفعها بعض الدول وتؤثر على استقرارها ونمائها وتطورها. ولا شك بأن حرية التعبير، تُعدّ من أهم العلامات الفارقة في مسيرة وتطور المجتمعات والأمم، تلك حقيقة ثابتة وبصمة دامغة ...

لماذا يخدعنا صانع الحلوى؟

ثقافة الاستهلاك بكل تفاصيلها ومستوياتها، هي من تُحدد وتؤثر على فكر ومزاج البشر في كل زمان ومكان، ومهما تزود البشر ببعض التجارب والخبرات، إلا أن هذه الثقافة الاستهلاكية هي من تُسيطر على علاقات وسلوكيات البشر فيما بينهم في كل المجالات والمستويات. وحتى نقترب أكثر من فهم هذه العلاقة الاستهلاكية التي تكاد تُه...

الرياض عنوان الريادة والتميز

يبدو أن الأول من مايو لعام 1965، سيبقى مطرزاً في ذاكرة التاريخ الصحفي السعودي للأبد، فقد كان الإعلان الحقيقي الذي دشن الانطلاقة الطموحة والرائدة لأيقونة الصحف السعودية وهي صحيفة الرياض والتي تُعدّ أول وأهم صحيفة يومية تصدر باللغة العربية في العاصمة "الرياض"، لتبدأ رحلة استثنائية ومتفردة في "بلاط صاحبة الجل...

متلازمة العام الجديد

عام جديد، يطل محملاً بقوافل الأمل والفرح ومطرزاً ببشائر الخير والألق. عام جديد، لتبدأ رحلة جديدة مزدحمة بلهفة الرغبات والطموحات وممزوجة بدهشة الأحلام والأمنيات. عام جديد، أغلق للتو كل سجلات وسجالات عام مضى بكل أفراحه وأتراحه ونجاحاته وخيباته، وأصبح مجرد ذكريات وحكايات تسكن أدراج التاريخ. هكذا يمر العام تلو...

عقدة الكراسي الأمامية

لا يوجد شيء سخرية وإثارة من صخب وفوضى المهرجانات والاحتفالات، أكثر من الحيرة والصدمة التي قد تصنعها الملهاة الكوميديا للكراسي الأمامية، حالة من الارتباك والدهشة، بل والتدافع والتسابق من أجل الفوز بكرسي في الصفوف الأمامي التي يعتبرها البعض المهمة الأكثر قيمة من الحفل نفسه. معركة الكراسي الأمامية، هي حفلة ...

السعودية هي القمة

يبدو أن أصداء القمة السعودية الأميركية وما تضمنتها من مشاركات خليجية وعربية في "قمة جدة للأمن والتنمية"، مازالت تتردد وتتموج في كل العالم. لقد شهدت هذه القمة الاستثنائية الكبرى حراكاً سياسياً واقتصادياً كبيراً، ليس على صعيد المنطقة العربية، بل على الصعيد الدولي، فقد كانت مزدحمة بالملفات الساخنة والمهمة، لع...

القواعد الثلاث لحياة مثمرة

القواعد والدروس والنصائح والعبر في حياتنا كثيرة جداً، وهي خلاصة ما أنتجته واستخلصته التجربة والخبرة الإنسانية عبر قرون طويلة، لتُصبح هي المناهج والأسرار التي تساعد البشر لتحقيق النجاح والتميّز في الحياة. قواعد ودروس كثيرة ومهمة، بعضها يدعو لتعزيز القيم والمبادئ الجميلة، وبعضها الآخر يُحذر من الأخلاقيات و...

من الكاتب الذي يُريده القارئ؟

أعرف جيداً أن هذا السؤال/العنوان المعقّد والشائك، لا يمكن الإجابة عنه في مقال محدود كهذا، ولكنني سأحاول قدر المستطاع أن أفكر بصوت عالٍ برفقة هذا القارئ الذي يبحث عن ذلك الكاتب المتخيّل في فكره ومزاجه. لقد مرّت أشكال وفنون الثقافة والأدب بالكثير من المتغيرات والتحوّلات خلال العقود والقرون الماضية، وهو أم...

لن يسأل عنك أحد

هل تُريد أن تعرف مكانتك أو تأثيرك عند الناس، سواء القريبين أو البعيدين؟، الموضوع في غاية البساطة والسهولة، لا تقم بفعل أي شيء، فقط ابتعد عنهم لمدة أسبوع، وسواء كان الابتعاد أو الغياب حضورياً أو عن بعد، واقعياً أو افتراضياً، لا يهم، فقط اعتزل الحياة العامة بكل تفاصيلها الصغيرة والكبيرة لمدة أسبوع، ثم سجل مل...

لماذا لا نملك ثقافة الاعتراف بالهزيمة؟

الاعتراف بالهزيمة أو الخسارة، يُمثّل حالة متقدمة من البنية الفكرية والنفسية لدى المجتمعات والشعوب المتحضرة التي أدركت وأيقنت أن أفضل طريقة للتعامل مع الهزيمة أو الخسارة، هو الاعتراف والإقرار بها واعتبارها حدثاً طبيعياً واعتيادياً، بل وقد يكون ضرورياً وصحياً في كثير من الأحيان في هذه الحياة التي تُعدّ مختبر...

أسوأ 5 عقليات على الإطلاق

كثيرة هي العقليات "طرق التفكير" التي يحملها البشر، عقليات قوية ورصينة ومنفتحة وشغوفة ومرنة وطموحة، وكذلك عقليات كسولة ومتخشبة ومتزمتة وجامدة ومتعجرفة ومتسرعة، فتلك هي طبيعة الصفات والملكات التي يملكها البشر، تتأرجح بين السمات الإيجابية والسلبية، ويتجه مؤشر الغلبة لأي من العقليتين نتيجة الكثير من العوامل وا...

كفاكم تشويهاً للمجتمع

لا يوجد فئة على وجه الأرض، أكثر خطورة ولؤماً من أولئك البشر الذين لا هم له سوى تشويه الآخرين في المجتمع أو التقليل من منجزات الوطن، نفوس مريضة وأجندات مشبوهة، تخصصت في وأد كل منجز أو تشويه كل إبداع فقط. يزعم هؤلاء أنهم يُمارسون حقهم الطبيعي في نقد ورصد الظواهر السلبية ومكامن الخلل، ولكن حقيقتهم ليست كذل...

الجبيل الصناعية.. المدينة المظلومة

تُعدّ مدينة الجبيل الصناعية التي أنشئت في عام 1975 على ساحل الخليج العربي، النموذج الأكبر والأبرز للمدن الصناعية في العالم. والكتابة عن هذه المدينة/ التحفة السعودية الفريدة والمثال الرائع لعبقرية التخطيط والتشغيل والجودة، تعكس الوجه الحضاري والإنساني للمملكة العربية السعودية. الجبيل الصناعية، صورة ملهمة لع...